ما بين الحين والآخر تطل علينا من جديد قضية الحجاب بأشكال مختلفة سواء من حيث الفرضية في الدين الإسلامي أو كونه حرية شخصية من جهة، ومن جهة أخرى تأتينا موضة أنواع الحجاب " طويل، قصير تربون، إسبانش، .. " هذا غير الجدل القائم بين البكيني والبوركيني، وفرضية النقاب من عدمها.
المهم .. يظهر الحجاب في جملة مفيدة، ويأخذ وقته في النقاش، ثم ينتهي، ويكأنه موضة هذا العصر.
الحجاب والمحجبات في مهب التريند
ومن المفارقات أننا كدول عربية إسلامية في الألفية الثالثة، ومازال قضية الحجاب من حيث الفرضية يثير الجدل حوله، وبمجرد أن ترتدي إحدى المشاهير الحجاب تصبح "تريند" بكل أريحية.
فنانة شابة تدعى "مي فخري" هاهي تأخذ قرار ارتداء الحجاب الذي هو بالمناسبة أمر من رب العالمين، وهي بكل تأكيد حرة في قراراتها، فجأة تصبح فورا حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتتصدر الأعلى بحثا على محرك البحث "جوجل".
وقبلها بأيام قليلة، "تقوم الدنيا" على الإعلامية رضوى الشربيني، وبلاغات وتحقيقات فقط لأنها دافعت عن المحجبات بطريقتها التي هي بالمناسبة متعارف عليها ويتقبلها متابعيها.
وقبل الهجوم على الشربيني، تعرضت العديد من المحجبات للتنمر بسبب دخول حمام السباحة في إحدى المنتجعات بالساحل الشمالي بالميوه الشرعي أو"البوركيني"، حيث معارضة ذلك لقوانين المنتجع .
الحجاب موضة هذا العصر
الحجاب بات قضية مثارة طوال الوقت، إذا ربما مقبول أن يتم مناقشة قضية الحجاب ومدى التعنت والتنمر الذي يتعرض له المحجبات في الدول الغير إسلامية .. لكن ما نشاهده في عالمنا العربي أصبح شيئ يدعوا لطرح العديد من الأسئلة .. لماذا أصبحنا هكذا؟ لماذا كل هذا الجدل حول الحجاب، ما المشكلة إذن في النقاب هل هو الغطاء الذي يبيح فعل الجرائم والتستر باسمه؟ هل يؤذي البوركيني مشاعر الغير محجبات، وماذا عن حمام السباحة هل البوركيني يؤذيه حقا! أم أن قضية الحجاب موضة هذا العصر؟
الحجاب في الإسلام
أما الحجاب ففرض على المرأة المسلمة بنص كتاب الله ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) فالله أمر المرأة بالضرب على الجيوب بالخمار، فالخمار إذن مطلوب وورد في سياق الأمر.
ولا يعرف التاريخ حالة واحدة لامرأةٍ واحدةٍ كانت تسير في المدينة في عهد
رسول الله بغير حجاب.
حرية شخصية
وسواء كنتي مسلمة، أو غير مسلمة، تحبي الحجاب، أو لا تحبيه، قرار التزامك بأمر الله وارتداء الحجاب هو في النهاية قرارك وحدك الذي ستحاسبي عليه، وليس من حق أي شخص إجبارك على ارتدائه أو خلعه .
لا إجبار ولا إكراه، لأن الله عزوجل وهو جل جلاله وعز شأنه من جعل الحجاب فريضة في الدين الإسلامي، جعل اعتناق الإسلام في الأصل بدون إكراه أو إجبار من أي سلطة.
يقول تعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم في سورة البقرة ٢٥٦
ا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ