Point Of View

ستجد هنا رصد لأهم الترندات & مناقشة العديد من القضايا المجتمعية & كرة قدم & صحة وجمال

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إلا ‏أنا ‏.. وحكايات بنات من وحي الواقع ‏‏

إلا أنا .. يقولها كل إنسان اعتراضا على مواقف سيئة حدثت له في الحياة، أو حظه الذي ساق إليه أشخاص كانوا دون المستوى وأجبر على التعامل معهم، وأحيانا يقولها على مواقف وظروف مر بها لم يكن يوما أن يتخيلها، لكن قدره ونصيبه كان ذلك .

إلا أنا .. يقولها كل إنسان من باب حبه لذاته وتقديره لها

فكل إنسان من باب حبه لذاته وتقديره لها يقول .. إلا أنا، ودائما يتخيل مع نفسه ويحلم بحياة سعيدة هادئة خالية من المشاكل والعقبات، خالية من الأزمات التي قد تسوقه يوما ما إلى الاكتئاب، حياة بسيطة دون عقد، حياة بلا أمراض أو فراق لحبيب أو قريب .. لكن كيف وأين هذه الحياة، وهي بالإساس دار الشقاء والعناء والأزمات.


إلا أنا .. مسلسل يعرض حكايات من واقع صعب 

مسلسل إلا أنا الذي يعرض حاليا، وهو من نوعية الستين حلقة، بواقع قصص منفصلة مدة القصة ١٠ حلقات بأبطال مختلفين لكل قصة، يعرض قصص ومشكلات من واقع عالمنا العربي.

إلا أنا .. هو حكايات بنات من وحي الواقع، هو لسان حال بطلة كل قصة، تلك البطلة التي تجسد معاناة ومشكلات فتيات ونساء عالمنا العربي، حيث يجسد المسلسل بنجومه وأبطاله قصص واقعية من الحياة بحبكة درامية ربما زادت بعض الشيئ في بعض القصص كي تجذب انتباه المشاهدين، ويكتب عنها النقاد .


مسلسل إلا أنا الذي يراها البعض بعيدا أيضا إلى حد ما عن تجسيد معاناة ومشاكل هامة موجودة بالفعل وتستحق أن يكتب عنها، يراه البعض الآخر متنوع ومكتوب بشكل جيد، لاسيما حكاية أمر شخصي للفنانة شيري عادل .

وأخيرا الحجاب في الدراما أمر طبيعي  

حكاية أمر شخصي، لم يكن مكتوبا بشكل احترافي، الحبكة لم تأخذ حقها، التنقل بين المشاهد وسرد القصة به شيئ من الخلل، لكن ما لفت نظر الجمهور هو .. وأخيرا الحجاب .

نعم الحجاب الذي جاء دون أي مشكلة، البطلة شيري عادل وهي غير محجبة في الأصل، كانت محجبة في المسلسل، ولم يمثل لها الحجاب أي عائق في الحياة، عكس مسلسلات كثيرة تلفت نظر المشاهد للحجاب ويكأنه حاجز أمام الطموح أمام الاستمتاع بالحياة أمام الانبساط والفرح والإقبال على الحياة .



شيري عادل جسدت دور "هاجر"، التي ظلت محتفظة بحجابها عادي جدا حتى نهاية حكايتها، مرت بالعديد من المشاكل والأزمات في حياتها، الجميل في القصة رغم ضعف السيناريو، هو عدم إقحام الحجاب في أي أزمة من الأزمات التي تعرضت لها "هاجر" لا من قريب ولا من بعيد، مثلها مثل الكثيرين من بنات حواء المحجبات، في مشاهد لم تتكرر كثيرا في الدراما المصرية.


إلا أنا .. حكايات بنات وقصص واقعية 

مسلسل إلا أنا، ناقش العيد من القضايا، وحكايات البنات، بأسلوب خفيف جذاب غير ملل، هي فقط 10 حلقات وتنتهي الحكاية والمعاناة والدخول في معاناة ومشكلة جديدة من مشاكل الحياة التي لا تنتهي، بداية من حكاية "بنات موسى" وقضية ميراث البنات وأكل الحقوق، ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة.

مرورا بحكاية " سنين وعدت " ومشاركة المرأة مع الرجل في تاسيس البيت، وفكرة التطلع لحياة أفضل والتي بسببها ينسى المرء الاهتمام بعائلته، والتركيز على الجانب النفسي للأولاد أكثر من التركيز على مفهوم الرعاية حيث توفير سبل الحياة الكريمة من مأكل مشرب ملبس وغيره .. دون الاهتمام بالتربية والإرشاد وتقديم النصيحة لا الأوامر .

لنذهب إلى حكاية " أمل حياتي "، وتجسيد معاناة بنت اعتادت على التضحية من باب الحب والخوف على أسرتها حتى أصبحت ضحية، ضحية الطيبة والجدعنة وتحمل المسؤلية.

ثم حكاية " أمر شخصي" ، حيث نظرة بعض البنات الدونية لزواج الصالونات، وكيف يمكن أن ننخدع في أشخاص كانوا محل ثقة يوما ما، لتفاجئنا الأيام، وفقا للقصة بأحداث وتغيرات عجيبة لم تكن متوقعة.

وأخيرا حكاية " ضي القمر "، ومشكلة تأخر الإنجاب عند النساء ومدى الضغط النفسي الواقع عليهن في مثل هذه الظروف.

وفكرة إنجاب الولد هذا الإنجاز التاريخي عند البعض، والمنغص لحياة البعض الآخر الذي مازال يؤمن بأن الولد هو وحده من يحمل اسم أبيه، الولد هو السند، وغيرها من القصايا المثارة داخل القصة، من خيانة، غيرة، ونفسنة.

 أما آخر قصة والتي تحمل اسم "لازم أعيش"، فلم تعرض بعد، وفي الحقيقة هي الدراما في النهاية، فالمؤلف هنا، ومؤلف أي عمل آخر، لابد وأن يقنع المشاهد ويجذب انتباهه لإجباره على متابعة الحلقات واسدال الستار على الستين حلقة، ومشهد النهاية، لأنها ليست فقط أعمال تجسد الواقع، ونشاهدها من باب التسلية، لكنها تجارة وإعلانات ونسبة مشاهدة وإنتاج وأجور فنانين .

إلا أنا .. وحكايات بنات من وحي الواقع 

 فمضمون حكايات مسلسل إلا أنا جميعها لو فصلناها عن الدراما والتمثيل، سنجدها قصص حقيقية ومعاناة أشخاص حقيقيون ربما قابلناهم في حياتنا أو أنت تمر حاليا بأزمة من تلك الأزمات التي ناقشها المسلسل.

الحياة ليست عادلة 

لذلك يجب أن نضع في الاعتبار أن الحياة هذه لم تكن يوما عادلة، لم تكن يوما مرضية، لم تكن يوما سهلة، الحياة ببساطة أبيض وأسود، ويتخللها باقي الألوان.

الحياة يوم مر ويوم حلو، الحياة مليئة بالمنغصات، فنحن في الحياة الدنيا أي دار الشقاء.

فالمشاكل والأزمات التي تراها تافهة ولا تستحق كل هذا الغضب والضيق، هي عند أصحابها آخر الدنيا، وقد تكون مشاكلك أنت الصعبة التي لم تجد لها حل وتقف عاجزا أمامها، هي لغيرك عبارة عن حبر على دفتر شيكات.

إلا أنا 
فأي إنسان عندما يقارن نفسه بمشاكله وأزماته وعقده وطريقة تفكيره التي قد تكون بالمناسبة مشكلة ليس لها حل، بأي شخص آخر سواء كانت ظاهريا «مرتاح» أو يملك من الهموم ما يطفح على وجهه، يقول في قرارة نفسه إلا أنا .

وإلا أنا هذه .. إما أن تشجعه على العمل والجد والاجتهاد والرضا قبل أي شيئ، فيقتنع أنه «محدش مرتاح» في هذه الدنيا، وعليه السعي والتوكل على الله  العدل الحسيب الرقيب الرحيم بعباده، أو أن تجعل منه إنسان حاقد كاره ناقم على العيشة والدنيا بأكملها .


عن الكاتب

أسماء الشنواني

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

Point Of View